الصداقة هي أمرٌ جوهري في حياتنا، فقد يكون لها تأثير كبير على صحّتنا العقلية ورفاهيّتنا. أظهرت الأبحاث أنّ الروابط الاجتماعية القويّة تساهم في تحسين المزاج، وتقلّل من التوتر والقلق وتعزز الصحّة الجسدية.
كيف تساهم الصداقات في تعزيز الصحّة العقلية؟
ما يلي أمثلة عن تأثير الصداقات على صحتّنا العقلية:
الدعم العاطفي: يقدّم الأصدقاء المقرّبون الدعم العاطفي من خلال وجودهم معنا وإصغائهم إلينا وثقتهم بنا. عندما نمرّ بوقت عصيب أو نواجه تحديًا، يساعدنا وجود شخص نثق به في مواجهة الشعور بالوحدة والحصول على المزيد من الدعم. ومن شأن هذا السند النفسي أن يخفّف من التوتر والقلق ويعزّز صحّتنا العقلية بشكل عام.
الشعور بالانتماء: يشكّل الشعور بالانتماء إلى المجتمع جانبًا مهمًا من جوانب الصحّة العقلية. فقد تقدّم لنا الصداقات شعورًا بأننا جزء من المجتمع وتساعدنا على تعزيز روابطنا بالآخرين. وقد يكون ذلك مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يشعرون بالعزلة أو الانفصال عن الآخرين، على سبيل المثال الوافدين الجدد إلى بيئة معيّنة أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحّة العقلية.
الثقة بالنفس: إن وجود أصدقاء داعمين يؤمنون بنا وبقدراتنا من شأنه أن يعزز احترامنا لذاتنا وثقتنا بنفسنا. عندما نتلقى ردود فعل إيجابية وتشجيع من أصدقائنا، نشعر بمزيد من الثقة في قدراتنا. هذا الأمر مهم بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من قلّة الثقة بالنفس أو احترام الذات.
الإحساس بالهدف: تمنحنا الصداقات الحقيقية إحساسًا بالهدف والمعنى في حياتنا. حين نشارك تجاربنا مع أصدقائنا ونسعى لتحقيق أهداف مشتركة معهم، نشعر بالحماس والامتنان. وقد يكون ذلك مهم بشكل خاص لدى الأشخاص غير المتأكدين من اتجاههم أو هدفهم في الحياة.
العادات الصحيّة: قد تشجع الصداقات على اعتماد العادات والسلوكيات الصحيّة. حين يعطي أصدقاؤنا الأولوية لصحتهم ورفاهيتهم، قد يشجّعنا ذلك على القيام بالمثل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانخراط في الأنشطة الاجتماعية مع الأصدقاء، مثل التمارين أو الهوايات، يمكن أن يساعد في تحسين صحتنا الجسدية والعقلية.
كيف نبني الصداقات ونحافظ عليها لتعزيز صحّتنا العقلية؟
إليك بعض النصائح لبناء صداقات قويّة والحفاظ عليها:
خصص وقتًا للتواصل الاجتماعي. من المهم إعطاء الأولوية للتواصل الاجتماعي وقضاء الوقت مع الأصدقاء. قد يكون هذا أمرًا صعبًا، خاصة إذا كان لديك جدول أعمال مزدحم أو مسؤوليات أخرى، لكن تكريس بعض الوقت للتواصل الاجتماعي أمر بالغ الأهمية لبناء صداقات قويّة والحفاظ عليها.
كُن مستمعا جيدا. إنّ الإصغاء للآخر هو مفتاح لبناء الصداقات المتينة. عندما يتحدث أصدقاؤك، تأكد من منحهم انتباهك الكامل والاستماع بفاعلية لما يقولونه. أظهر التعاطف والدعم، وتجنّب إصدار الأحكام أو النقد.
شارك تجاربك الخاصة. يمكن أن تساعد مشاركة تجاربك ومشاعرك مع أصدقائك في بناء الثقة وتقوية علاقاتك. لا تخف من التحدّث بشكل صريح ومشاركة معاناتك أو تحدياتك مع الآخرين.
كن موثوقًا وجديرًا بالثقة. فهذا أمر ضروري لبناء صداقات متينة. تأكد من الوفاء بالتزاماتك ووعودك، وكن بجانب أصدقائك عندما يحتاجون إليك.
مارس التسامح. لا يوجد شخص مثالي، وقد تقع الخلافات أو سوء التفاهم في أي علاقة صداقة. من المهم ممارسة التسامح والسعي إلى حلّ المشاكل بطريقة محترمة وبنّاءة. يمكن أن يساعد ذلك في تقوية صداقتك وبناء الثقة المتبادلة.
من خلال إعطاء الأولوية للتواصل الاجتماعي، والإصغاء للآخر، ومشاركة تجاربك الخاصة، وحين تكون جديرًا بالثقة ومسامح، يمكنك عندها بناء صداقات متينة والحفاظ عليها، ومن شأن ذلك أن يؤثّر إيجابيا على صحّتك العقلية ورفاهيتك.
باختصار، تعتبر الصداقات أمرًا جوهريًا في حياتنا ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحّتنا العقلية ورفاهيتنا. فمن خلال الدعم العاطفي، وتقوية مشاعر الانتماء، وتعزيز احترام الذات والإحساس بالهدف والتشجيع على العادات الصحية، يمكن أن تساعدنا الصداقات على التمتّع بحياة صحيّة وأكثر سعادة. إذا كنت تعاني من صحتك العقلية، فكّر في التواصل مع الأصدقاء أو البحث عن فرص لتكوين علاقات جديدة وبناء صداقات متينة.